السبت، 28 نوفمبر 2015
الخميس، 26 نوفمبر 2015
كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي ـ وقفات تربوية
ما أجمل أن يسجل العلماء بعض المواقف في حياتهم, وكيف جاهدوا أنفسهم، وما الدروس المستفادة مما رأوا وسمعوا! فالناس يتعلمون بالعمل أكثر مما يتعلمون بالكلام.
وقد قمت بتلخيص كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، فكان أهم ما وقفت عنده طويلاً واستفدت منه المواقف التربوية التي تعرض لها، وهاكم بعضاً منها ملخصة، مع تصرف يسير.
■ ترك ابن الجوزي شيئاً لله فعوضه الله خيراً منه :
يقول : قدرت في بعض الأيام على شهوة للنفس، هي عندي أحلى من الماء الزلال في فم الصادي، وقال التأويل : ما ههنا مانع ولا معوق إلا نوع ورع، وكان ظاهر الأمر امتناع الجواز، فترددت بين الأمرين فمنعت نفسي عن ذلك، فبقيت حيرتي، فقلت لها : يا نفسي، والله ما من سبيل إلى ما تودين ولا ما دونه، فتقلقلت، فصحت بها، كم وافقتك في مراد ذهبت لذته، وبقي التأسف على فعله، فقدري بلوغ الغرض من هذا المراد، أليس الندم يبقى في مجال اللذة أضعاف زمانها.
فقالت : كيف أصنع ؟
فقلت : هأنذا أنتظر من الله عزّ وجل حسن الجزاء على هذا العمل فأسطره إن شاء الله، فإنه قد يعجل جزاء الصبر، وقد يؤخره، فإن عجل سطرته، وإن أخر فما أشك في حسن الجزاء لمن خاف مقام ربه، فإنّ من ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه.
والله إني ما تركته إلا لله تعالى، ويكفيني تركه ذخيرة، حتى لو قيل لي : أتذكر يوماً آثرت الله على هواك ؟
قلت : يوم كذا وكذا.
وكان هذا في سنة 561 هجرية، فلما دخلت سنة 565 هجرية عوضت خيراً من ذلك، فقلت هذا جزاء الترك لأجل الله سبحانه في الدنيا، ولأجر الآخرة خير والحمد لله.
■ ابن الجوزي يجاهد نفسه خوفاً من غضب الله وثقة بأنه محاسب على كل صغيرة وكبيرة :
يقول : تراعنت عليَّ نفسي في طلب شيء من أغراضها، بتأويل فاسد فقلت لها : بالله عليك تصبري، إذا هممت بفعل فقدري حصوله ثم تأملي عواقبه، وما تجنيه من ثمراته، فأقل ذلك الندم على ما فعلت، ولا يؤمن أن يثمر غضب الحق عزّ وجل وإعراضه عنك، ثم اعلمي أيتها النفس أنه ما يمضي شيء جزافاً، وأنّ ميزان العدل تبين فيه الذرة، فتأملي الأموات والأحياء، وانظري إلى من نشر ذكره بالخير أو الشر.
■ إنّ الله سريع الحساب :
يقول ابن الجوزي : أطلقت نظري فيما لا يحل لي ثم كنت أنتظر العقوبة، فألجئت إلى سفر طويل، لا نية لي فيه، فلقيت المشاق.
قلت : أهدي هذا الموقف للعاكفين على الفضائيات والمجلات والأفلام والأغاني والصور، وما في هذا كله من عفن وفساد.
■ علماء يداهنون من أجل الدنيا :
يقول ابن الجوزي : وقد رأينا جماعة من المتصوفة والعلماء يَغْشَوْنَ الولاة لأجل نيل ما في أيديهم، منهم من يداهن ويرائي، ومنهم من يمدح بما لا يجوز، ومنهم من يسكت عن منكرات إلى غير ذلك من المداهنات، وسببها الفقر، فعلمنا أنّ كمال العز والبعد عن الرياء يكون في البعد عن الولاة الظلمة، ولم نر من صحّ له هذا إلا في أحد رجلين :
من كان له مال كسعيد بن المسيب كان يتجر في الزيت وغيره، وسفيان الثوري كانت له بضائع، وكذلك ابن المبارك.
من كان شديد الصبر قنوعاً بما رزق وإن لم يكفه كبشر الحافي، وأحمد بن حنبل.
ومتى لم يجد الإنسان كصبر هذين ولا كمال أولئك، فالظاهر تقلبه في المحن والآفات وربما تلف دينه.
فعليك يا طالب العلم بالاجتهاد في جمع المال للغنى عن الناس، فإنه يجمع لك دينك، فما رأينا في الأغلب منافقاً في التدين ولا آفة طرأت على عالم إلا بحب الدنيا، وغالب ذلك بسبب الفقر، فإن كان له مال يكفيه ثم يطلب بتلك المخالطة الزيادة، فذلك معدود في أهل الشر خارج عن حيز العلماء.
قلت : ولا يتعارض هذا مع مواقف بعض العلماء الذين خالطوا الأمراء وأمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر وتصدقوا بأموالهم على الفقراء وطلاب العلم، مثل الزهري مع عبدالملك بن مروان.
■ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا :
يقول ابن الجوزي : ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل وجه، فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرضت لي هذه الآية : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ● وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) فعلمت أنّ التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج، فلا ينبغي أن يتوكل المؤمن إلا على الله، فالله عزّ وجل كافيه، فيقوم بالأسباب ولكن لا يعلق قلبه بها.
■ احذر أن تتعدى حدود الله فتهون عنده وعند خلقه :
يقول ابن الجوزي : لقد رأيت من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود، فهان عند الخلق، فكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من كان يراقب الله عزّ وجل في صبوته (أي في شبابه وميله إلى اللهو) مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم، فعظم الله قدره في القلوب حتى علقته النفوس ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
■ هل تتأخر إجابة الدعاء بسبب المعاصي ؟
يقول ابن الجوزي : نزلت بي شدة وكاثرت من الدعاء أطلب الفرج والراحة، وتأخرت الإجابة، فانزعجت النفس فصحت بها، ويلك تأملي أمرك، أمملوكة أنت أم مالكة، أما علمت أنّ الدنيا دار ابتلاء واختبار، فإذا طلبت أغراضك، ولم تصبري على ما ينافي مرادك فأين الابتلاء ؟
ثم قلت لها : إنك قد استبطأت الإجابة وأنت سددت طرقها بالمعاصي كأنك ما علمت أنّ سبب الراحة التقوى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ● وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
وقلت لها : إنك تطلبين ما لا تعلمين عاقبته، وربما فيه ضررك : (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ).
■ لا تظاهر مسلماً بالعداوة فقد تحتاج إليه :
يقول ابن الجوزي : مما أفادتني تجارب الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحداً ما استطاع، فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته.
وإنّ الإنسان ربما لا يظن الحاجة إلى مثله يوماً ما، لكن كم من محتقر احتيج إليه، فإذا لم تقع الحاجة إلى ذلك الشخص في جلب نفع وقت الحاجة ففي دفع ضر، ولقد احتجت في عمري إلى ملاحظة أقوام ما خطر لي قط وقوع الحاجة إلى التلطف بهم.
■ اكلفوا من الأعمال ما تطيقون :
يقول ابن الجوزي : ولقد شاهدت رجلاً بجامع المنصور وهو يمشي كثيراً، فسألت ما السبب في هذا المشي ؟
فقيل لي : حتى لا ينام.
وهذه كلها حماقات أوجبتها قلة العلم، لأنه إذا لم تأخذ النفس حظها من النوم اختلط العقل وفات المراد من التعبد.
■ لماذا تأثر بعبدالوهاب الأنماطي وأبي منصور الجواليقي :
يقول ابن الجوزي : لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه، ولقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبة يخرجونها مخرج جرح وتعديل ويسارعون بالجواب لئلا ينكسر الجاه وإن وقع خطأ.
ولقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف لم يسمع في مجلسه غيبة.
وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى واتصل بكاؤه، فكان ـ وأنا صغير السن حينئذ ـ يعمل بكاؤه في قلبي، وكان على سمت المشائخ الذين سمعت أوصافهم في النقل.
ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول متقناً محققاً، وربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه، فيتوقف فيها حتى يتيقن، وكان كثير الصوم والصمت، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.
ففهمت من هذه الحالة أنّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (سورة السجدة : آية 24).
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (سورة الفرقان : آية 74).
وقد قمت بتلخيص كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي، فكان أهم ما وقفت عنده طويلاً واستفدت منه المواقف التربوية التي تعرض لها، وهاكم بعضاً منها ملخصة، مع تصرف يسير.
■ ترك ابن الجوزي شيئاً لله فعوضه الله خيراً منه :
يقول : قدرت في بعض الأيام على شهوة للنفس، هي عندي أحلى من الماء الزلال في فم الصادي، وقال التأويل : ما ههنا مانع ولا معوق إلا نوع ورع، وكان ظاهر الأمر امتناع الجواز، فترددت بين الأمرين فمنعت نفسي عن ذلك، فبقيت حيرتي، فقلت لها : يا نفسي، والله ما من سبيل إلى ما تودين ولا ما دونه، فتقلقلت، فصحت بها، كم وافقتك في مراد ذهبت لذته، وبقي التأسف على فعله، فقدري بلوغ الغرض من هذا المراد، أليس الندم يبقى في مجال اللذة أضعاف زمانها.
فقالت : كيف أصنع ؟
فقلت : هأنذا أنتظر من الله عزّ وجل حسن الجزاء على هذا العمل فأسطره إن شاء الله، فإنه قد يعجل جزاء الصبر، وقد يؤخره، فإن عجل سطرته، وإن أخر فما أشك في حسن الجزاء لمن خاف مقام ربه، فإنّ من ترك شيئاً لله، عوضه الله خيراً منه.
والله إني ما تركته إلا لله تعالى، ويكفيني تركه ذخيرة، حتى لو قيل لي : أتذكر يوماً آثرت الله على هواك ؟
قلت : يوم كذا وكذا.
وكان هذا في سنة 561 هجرية، فلما دخلت سنة 565 هجرية عوضت خيراً من ذلك، فقلت هذا جزاء الترك لأجل الله سبحانه في الدنيا، ولأجر الآخرة خير والحمد لله.
■ ابن الجوزي يجاهد نفسه خوفاً من غضب الله وثقة بأنه محاسب على كل صغيرة وكبيرة :
يقول : تراعنت عليَّ نفسي في طلب شيء من أغراضها، بتأويل فاسد فقلت لها : بالله عليك تصبري، إذا هممت بفعل فقدري حصوله ثم تأملي عواقبه، وما تجنيه من ثمراته، فأقل ذلك الندم على ما فعلت، ولا يؤمن أن يثمر غضب الحق عزّ وجل وإعراضه عنك، ثم اعلمي أيتها النفس أنه ما يمضي شيء جزافاً، وأنّ ميزان العدل تبين فيه الذرة، فتأملي الأموات والأحياء، وانظري إلى من نشر ذكره بالخير أو الشر.
■ إنّ الله سريع الحساب :
يقول ابن الجوزي : أطلقت نظري فيما لا يحل لي ثم كنت أنتظر العقوبة، فألجئت إلى سفر طويل، لا نية لي فيه، فلقيت المشاق.
قلت : أهدي هذا الموقف للعاكفين على الفضائيات والمجلات والأفلام والأغاني والصور، وما في هذا كله من عفن وفساد.
■ علماء يداهنون من أجل الدنيا :
يقول ابن الجوزي : وقد رأينا جماعة من المتصوفة والعلماء يَغْشَوْنَ الولاة لأجل نيل ما في أيديهم، منهم من يداهن ويرائي، ومنهم من يمدح بما لا يجوز، ومنهم من يسكت عن منكرات إلى غير ذلك من المداهنات، وسببها الفقر، فعلمنا أنّ كمال العز والبعد عن الرياء يكون في البعد عن الولاة الظلمة، ولم نر من صحّ له هذا إلا في أحد رجلين :
من كان له مال كسعيد بن المسيب كان يتجر في الزيت وغيره، وسفيان الثوري كانت له بضائع، وكذلك ابن المبارك.
من كان شديد الصبر قنوعاً بما رزق وإن لم يكفه كبشر الحافي، وأحمد بن حنبل.
ومتى لم يجد الإنسان كصبر هذين ولا كمال أولئك، فالظاهر تقلبه في المحن والآفات وربما تلف دينه.
فعليك يا طالب العلم بالاجتهاد في جمع المال للغنى عن الناس، فإنه يجمع لك دينك، فما رأينا في الأغلب منافقاً في التدين ولا آفة طرأت على عالم إلا بحب الدنيا، وغالب ذلك بسبب الفقر، فإن كان له مال يكفيه ثم يطلب بتلك المخالطة الزيادة، فذلك معدود في أهل الشر خارج عن حيز العلماء.
قلت : ولا يتعارض هذا مع مواقف بعض العلماء الذين خالطوا الأمراء وأمروهم بالمعروف ونهوهم عن المنكر وتصدقوا بأموالهم على الفقراء وطلاب العلم، مثل الزهري مع عبدالملك بن مروان.
■ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا :
يقول ابن الجوزي : ضاق بي أمر أوجب غماً لازماً دائماً، وأخذت أبالغ في الفكر في الخلاص من هذه الهموم بكل وجه، فما رأيت طريقاً للخلاص، فعرضت لي هذه الآية : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ● وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) فعلمت أنّ التقوى سبب للمخرج من كل غم، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج، فلا ينبغي أن يتوكل المؤمن إلا على الله، فالله عزّ وجل كافيه، فيقوم بالأسباب ولكن لا يعلق قلبه بها.
■ احذر أن تتعدى حدود الله فتهون عنده وعند خلقه :
يقول ابن الجوزي : لقد رأيت من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود، فهان عند الخلق، فكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من كان يراقب الله عزّ وجل في صبوته (أي في شبابه وميله إلى اللهو) مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم، فعظم الله قدره في القلوب حتى علقته النفوس ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
■ هل تتأخر إجابة الدعاء بسبب المعاصي ؟
يقول ابن الجوزي : نزلت بي شدة وكاثرت من الدعاء أطلب الفرج والراحة، وتأخرت الإجابة، فانزعجت النفس فصحت بها، ويلك تأملي أمرك، أمملوكة أنت أم مالكة، أما علمت أنّ الدنيا دار ابتلاء واختبار، فإذا طلبت أغراضك، ولم تصبري على ما ينافي مرادك فأين الابتلاء ؟
ثم قلت لها : إنك قد استبطأت الإجابة وأنت سددت طرقها بالمعاصي كأنك ما علمت أنّ سبب الراحة التقوى : (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ● وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
وقلت لها : إنك تطلبين ما لا تعلمين عاقبته، وربما فيه ضررك : (وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ).
■ لا تظاهر مسلماً بالعداوة فقد تحتاج إليه :
يقول ابن الجوزي : مما أفادتني تجارب الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحداً ما استطاع، فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته.
وإنّ الإنسان ربما لا يظن الحاجة إلى مثله يوماً ما، لكن كم من محتقر احتيج إليه، فإذا لم تقع الحاجة إلى ذلك الشخص في جلب نفع وقت الحاجة ففي دفع ضر، ولقد احتجت في عمري إلى ملاحظة أقوام ما خطر لي قط وقوع الحاجة إلى التلطف بهم.
■ اكلفوا من الأعمال ما تطيقون :
يقول ابن الجوزي : ولقد شاهدت رجلاً بجامع المنصور وهو يمشي كثيراً، فسألت ما السبب في هذا المشي ؟
فقيل لي : حتى لا ينام.
وهذه كلها حماقات أوجبتها قلة العلم، لأنه إذا لم تأخذ النفس حظها من النوم اختلط العقل وفات المراد من التعبد.
■ لماذا تأثر بعبدالوهاب الأنماطي وأبي منصور الجواليقي :
يقول ابن الجوزي : لقيت مشايخ أحوالهم مختلفة، يتفاوتون في مقاديرهم في العلم، وكان أنفعهم لي في صحبته العامل منهم بعلمه، وإن كان غيره أعلم منه، ولقيت جماعة من علماء الحديث يحفظون ويعرفون، ولكنهم كانوا يتسامحون بغيبة يخرجونها مخرج جرح وتعديل ويسارعون بالجواب لئلا ينكسر الجاه وإن وقع خطأ.
ولقيت عبدالوهاب الأنماطي فكان على قانون السلف لم يسمع في مجلسه غيبة.
وكنت إذا قرأت عليه أحاديث الرقائق بكى واتصل بكاؤه، فكان ـ وأنا صغير السن حينئذ ـ يعمل بكاؤه في قلبي، وكان على سمت المشائخ الذين سمعت أوصافهم في النقل.
ولقيت الشيخ أبا منصور الجواليقي، فكان كثير الصمت، شديد التحري فيما يقول متقناً محققاً، وربما سئل المسألة الظاهرة التي يبادر بجوابها بعض غلمانه، فيتوقف فيها حتى يتيقن، وكان كثير الصوم والصمت، فانتفعت برؤية هذين الرجلين أكثر من انتفاعي بغيرهما.
ففهمت من هذه الحالة أنّ الدليل بالفعل أرشد من الدليل بالقول.
(وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) (سورة السجدة : آية 24).
(رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) (سورة الفرقان : آية 74).
قصة علمية : أين ينتهي البحر
كان عقلي الصغير يوهمني أن البحر ينتهي عند منتهى النظر، وكنت أظن واهماً أنّ الشمس وقت المغيب تغسل وجهها بماء البحر، وتستريح بعد ذلك من عناء عملها طوال النهار فتنام ليلاً حتى مطلع الفجر. اعتقدت طويلاً، ولم أسأل الناس متحققاً من صحة اعتقادي، ربما لأنني أحب دائما الاحتفاظ بخيالاتي "المتحمسة" كيلا تدوسها خيول الحقيقة. اعتقدت - واهما أيضاً - أنّ خط نهاية البحر الوهمي في عقلي يسكن سداً صلبا، يحول دون تسرب الماء من البحر فلا يتحول الى وادٍ سحيقٍ عميقٍ. سداً يقف كالجبل الشامخ، يحجز الماء عن تدفقه. ظننت أن العالم ينتهي عند هذه النقطة. وأن الماء لو تسرب من فجوة ما لسال في الفضاء.. ياااه.. يا له من خيال مضحك. ومع ذلك لم أكن أريد تغيير "الحقيقة" لكني اكتشفت - غصباً عني - أنّ الأحلام شيء و"البحر" شيء آخر.
عندما أصطحبني أبي برحلة بحرية بالحاح شديد مني نظرت الى بعيد بعيد وكلما أوغلت السفينة في أعماق البحر؛ ابتعد السد الوهمي عني حتى كاد يتلاشى وكنت أظنني أقترب منه. لم أجرؤ على البوح بهذا الوهم "الحقيقة" وددت الصراخ بأعلى صوت آمر البحارة بأن يقودوا السفينة نحو "السد". كانت ضربات قلبي تشتد بارتفاع السفينة وهبوطها. صعدت الى أعلى مكان في السفينة. ساعدني أحد البحارة لأصل الى منارة السفينة. أعطاني منظاراً كبيراً. اعتقدت أخيراً أني سأشاهد نهاية البحر. أعتقد البحار أنني سعيد بما أراه من بحر عظيم. صرت أبحث في كل اتجاه. أبحث عن نهاية البحر، لا عن هيبته وجلاله. تخيّلت في عقلي الصغير كيف يمكن للبحر أن يتجمد في نقطة ما من الأرض، ويصبح صلباً كالصخر. وفيما بعد اكتشفت وهم طفولتي. أحلام نهايات البحر. وحزنت عندما اكتشفت: براءة الأحلام من حقيقتها.
لكن بعض أحلامي الطفولية تحققت. رضيت من بقايا الطفولة الساحرة. علمت أنّ في الأرض قطعاً من بحر متجمد. رأيت بعينيّ كيف يصبح البحر جامداً كالصخر (حقا حقا) عرفت أنّ هناك مناطق شاسعة متجمدة تماماً. وأنّ الحرارة عند طرفي الأرض في شمالها وجنوبها وما يحيط بنقطة ارتكازها التي نراها في مجسمات أرضية، تهبط بشكل مخيف، ويصبح ميزان الحرارة دائما تحت الصفر بعشرات الدرجات. رأيت كيف يصبح هذا البحر الهادر قطعة من الأرض ؟ وكيف يسير الناس بمراكب متزحلقة تجرها كلاب فوق ماء متجمد. وهناك يحفر صيادون "البحر". نعم. يشقونه بفأس أو منشار، لا ليغرسوا شجرة بل ليرموا خيوط صيودهم الدقيقة وفي رأسها حديدة مسننة عليها شريحة سمك شهية، تجذب رائحتها الأسماك من أعماق بحر متجمد في قمته. سائل في قعره. تخيّلت في عقلي - الذي مازال يحلم - كيف يستقرّ الجامد فوق متحرك ؟ وكيف يحفظ البارد الدافئ ؟ ويثبت ناس ويسيرون بهدوء وسكون واطمئنان فوق جليد يخفي أمتاراً من أعماق مائية المتحركة.
دهشت أكثر عندما رأيت جبالاً بيضاءً. جبالاً ناصعة. ودهشت أكثر وأكثر عندما علمت أنّ هذه الجبال الضّخمة ليست سوى قمماً لجبال مخفية. وأنّ ما في البحر منها ما هو أضخم بمرات من قممها الظاهرة. ولاحظت أنّ سكان القطب المتجمد بيوتهم من صخر مائي متجلد. وكذلك أثاث بيوتهم. عجبت كيف أنّ بيوتهم هذه مصنوعة من قطع ثلج مرصوصة بدقة بالغة، وبطريقة عجيبة، تجعل البيت دافئاً من الداخل، فلا يتسلل برد الى ساكنيه وكأنهم يرددون قول الشاعر العربي القديم : وداوني بالتي كانت هي الداء.
درست في مدرستي بعد ذلك أنّ السّحب العظيمة التي نراها عادة في فصل الشتاء، عبارة عن ماء متجمع في طبقات الجو العليا تنقله الرياح الى حيث أمرها الله لتُسقط الماء. يبقى على حاله أو يتحول برداً أو ثلجاً. أدركت أشياء كثيرة لم أكن أعرفها وعلمت أنّ الهواء الذي يدخل في رئتيّ يحوي هو أيضاً كمية كبيرة من ماء. وأنّ جسمي الذي أعيش فيه كان في الأصل ماءً وتراباً. ذهب التراب بأصله وشكله وبقي الماء المتغلغل في تفاصيل الجسد من لحم وعظم ودم. فلا توجد خلية حية بغير ماء. وقد كان العرب قديماً يقولون لمن مات "ذهب ماؤه", وهذا يعني أنّ الماء سرّ الحياة. ألم يقل الله تعالى : (وجعلنا من الماء كل شيء حي) وعلمت أن الماء هي الحياة نفسها حتى الدماء التي تسري في أنحاء الجسم اذا جفت وذهب ماؤها لا يبقى غير ذرات حمراء باهتة اللون. وكنت ألاحظ ذلك إذا جرحتُ نفسي أثناء لعبي مع أقراني الصغار ومثل هذه عصائر الفاكهة، لو تركتُ في كأس عصيراً حتى جف تماماً لَمَا بقي غيرُ بقايا ملونةٍ في قعر الكأس. وقد لاحظت أن أمي تضيف إلى الحليب المجفف أضعافاً من حجمه ماء ليصبح حليباً سائلاً أشربه.
وعلمتُ أنّ الأنسان يستطيع البقاء حياً أسابيع طويلةً من دون أن يأكل لقمة واحدة، لكنّه يموت إذا لم يشرب ماء لأيام قليلة وربما لساعات، كما أن الانسان يستطيع أن يحيا على لقيمات بسيطة طوال عمره لكنه لا يستغني عن كمية وافرة من الماء ليشربها يومياً. ورأيت المريض الذي لا يستطيع تناول الطعام والشراب يقومون بحقنه بمصل في شرايينه، وهذا المصل عبارة عن ماء وبعض المغذيات. ورأيت أيضا حرص الناس الشديد على الماء في البلاد التي ليس بها ينابيع وأمطار. رأيتهم كيف يصنعون من ماء البحرالمالح ماء حلواً طيب المذاق. رأيت الينابيع على أنواعها.. الصافي البارد الرقراق، الفوار الحار، المعدني الأحمر مثل حديد مهترئ. علمت أن في أعماق البحر ينابيع كثيرة، وفي جوف الأرض أنهاراً لا تعد، وفي الجبال بين الصخور مخابئ مياه عجيبة.
لم أكن لأصدق أن مياه البحر التى أراها واحدة متصلة قد تكون في بعض الأماكن من البحار أو المحيطات مياها متعددة وبحارا منفصلة يحدها جدار مائي وهمي حقيقي لا يمكن للعين أن تراه بوضوح. فالمياه متلاصقة متلاحمة، ولهذا أسماك ولذلك أسماك. للأول حرارة وللثاني حرارة مختلفة ومواصفات مختلفة. لم أصدق كما قلت في أول الأمر ولكنّها حقيقة أقرب الى حلم وعلمت أن الكرة الأرضية هي في الواقع كرة مائية. فالماء يشكل أكثر من ثلثي الأرض. واليابسة ليست سوى جزيرة تشكل الثلث فقط او أقل. فأدركت أن الماء هو الذي يحمل الأرض وليست الأرض هي التي تحمل الماء. وعرفت أن عمق الأرض يسيل وأن اليابسة تسبح على بحر ملتهب يخرج إلينا من حين لآخر من فوهات براكين نراها في العالم.
ورأيت أيضا أن البحر في حقيقته ثائر. لا كما يبدو هادئاً وديعاً. وقد شاهدت - وشاهد العالم مثلي - ما حدث في شرق آسيا الجنوبي يوم اكتسح الماء أعالي الجبال، في مشهد قلما يتكرر، سمي حينها بكارثة تسونامي. ورأيت فيضانات عجيبة في الفلبين وسيرلنكا والهند وأعاصير هوجاء في أنحاء متفرقة من العالم، حيث تنقض رياح مصحوبة برعود ومياه جارفة تترك الأرض خراباً ودماراً.
ليس هذه فقط بل علمت أنّ ماء في زمن بعيد بعيد تحول الى فضاء أغرق الأرض كلها ولم يبقِ غير سفينة واحدة عليها بعض أجدادنا المؤمنين الذين أبقوا على الأرض بشرا، ولولاهم لغرق الناس جميعاً، كما تقول قصة النبي نوح عليه وعلى نبينا السلام. وبعد ذلك كله ما زلت أحلم بأن للبحر آخر. ركبت سفناً وقطعت بحاراً من شطآن الى شطآن لكني ما زلت أحلم بأنّ للبحر نهاية. لكن، أين ينتهي البحر ؟ مازلت أحلم.
الثلاثاء، 24 نوفمبر 2015
خطوات انشاء ويكي
خطوات إنشاء ويكي
هناك الكثير من الخيارات المتاحة لإنشاء ويكي، وهي تنقسم إلى قسمين رئيسيين: الأول استخدام برنامج ويكي مثل MediaWiki وTikiWiki وDokuWiki يتم تنصيبه على خادم مستضيف، ويقوم صاحب الويكي بإدارة الويكي تقنيًا ودعمه ماليًا. الثاني: الاشتراك في مواقع الويكي والتي يقوم المشترك فيها بفتح حساب وإنشاء ويكي وإدارته من حيث المحتوى والمشتركين فيه دون الحاجة لتنصيب برنامج أو توفير خادم، حيث يهتم الموقع بمثل هذه الأمور التقنية مثل Wikispaces وPeanutButterWiki المعروفة بــpbwiki وwetpaint wiki وSeedwiki.
وبما أننا في صدد استخدام الويكي في التعليم فنحن ننصح بموقع Wikispaces والذي يقدم خدمات متميزة للمعلمين ضمن برنامجه المخصص للويكيات التعليمية لمراحل التعليم العام والعالي تشمل مجانية استخدام الويكي بسعة غير محدودة وخلوه من الإعلانات التجارية مع إمكانية دعوة 100 طالب لاستخدام الويكي بدون الحاجة لاشتراكهم في الموقع وإنشاء حساب لهم مع مايحتاجه فتح الحساب من إعطاء معلومات عن الشخص وبريده الإلكتروني الشخصي. حيث يمكن للمعلم صاحب الويكي التعليمي أن يقوم بإدخال بيانات الطلاب وتحديد اسم مستخدم وكلمة سر لكل طالب يتمكن من خلالها الطالب من الدخول على الويكي الخاص بمعلمه. بالإضافة إلى سهولة استخدام الموقع وتطويره وتحسينه المستمر بمميزات جديدة بناء على طلبات المستخدمين كما أن الخدمة المقدمة للعملاء والدعم التقني جيد وسريع.
من المهم أن نوضح في هذا المقام أن الكثير من مواقع الويكي تدعم الكتابة باللغة العربية، لكن واجهة المستخدم والتعليمات باللغة الإنجليزية، وبالرغم من ذلك فإنه لا يعتبر عائقًا أمام استخدام الويكي حيث إن الأيقونات الرمزية المستخدمة واضحة وطريقة عرض الخيارات تعتمد على الصور الرمزية بشكل كبير، كما أن الويكي وهذه من أهم خصائصه ومميزاته يمتاز بالقدرة على التعديل والتحرير والإضافة، فأي خطأ يرتكب يتم التراجع عنه وتعديله بكل سهولة دون التأثير على محتويات الويكي الأخرى.
الخطوة الأولى
اذهب للموقع www.wikispaces.com وانقر على Sign in في الزاوية العليا اليمنى للشاشة.
للمستخدمين الجدد اختر إنشاء ويكي جديدة
• في المربع الأول قم باختيار اسم مستخدم لك. الشكل رقم (1و2)
• في المربع الثاني اختر كلمة مرور تحتوي أحرفًا وأرقامًا بدون علامات ترقيم.
• في المربع الثالث أدخل بريدك الإلكتروني والذي ستستلم عن طريقه طلبات الانضمام للويكي الخاصة بك ومعلومات أخرى.
• السؤال الرابع يسألك إذا كنت ترغب بإنشاء ويكي أو الاشتراك في الموقع للانضمام لويكيات أخرى اختر الإجابة نعم.
• السؤال الخامس اختر اسمًا للويكي يكون معبرًا عن طبيعتها التعليمية، سيكون هذا الاسم جزءًا من عنوان الويكي الإلكتروني لذا يجب أن يكون باللغة الإنجليزية.
• السؤال السادس يطرح عدة خيارات على منشئ الويكي: الخيار الأول أن تكون الويكي متاحة للجميع بحيث يستطيع أي زائر للويكي الاطلاع على محتوياتها والكتابة والتحرير فيها. الخيار الثاني أن تكون الويكي محمية بحيث يستطيع الجميع الاطلاع عليها بدون القدرة على الكتابة والتحرير والتعديل في محتوياتها وتبقى هذه الخاصية محفوظة للأعضاء الذين تتم دعوتهم من قبل منشئ الويكي. الخيار الثالث أن تكون الويكي خاصة بحيث لا يستطيع الاطلاع عليها وتحرير محتوياتها إلا الأعضاء وهذا الخيار هو المناسب للمعلمين خصوصًا معلمي مراحل التعليم العام حيث يستفيد المعلم من خصائص ومميزات الويكي التعليمية دون تعريض طلابه للأخطار المحتملة من عرض معلوماتهم الشخصية وحواراتهم وإسهاماتهم لجميع مستخدمي الإنترنت وهذه الخاصية تقدم بشكل مجاني للمعلمين.
• السؤال السابع يطلب من منشئ الويكي الإقرار بأن الويكي سوف تستخدم لأغراض تعليمية حتى يستفيد من العروض الخاصة لهذا النوع من الويكيات.
• بعد الانتهاء من تعبئة جميع الحقول انقر Join
الخطوة الثانية
سيظهر لك الويكي الخاص بك كما في الشكل رقم (3).
وللبدء بالعمل يجب أن تتعرف على الأقسام المختلفة في الويكي والخدمات التي يقدمها.
• New Page عند الضغط على هذه الأيقونة ستنشئ صفحة جديدة في الويكي وسيطلب منك تسميتها، ومن الممكن أن تسميها باللغة العربية، بعد ذلك اضغط Create.
• Recent Changes عند الضغط على هذه الأيقونة سيقدم لك الويكي معلومات عن التغييرات التي حصلت في الويكي وعن الأشخاص الذين قاموا بتلك التغييرات والتي تشمل إنشاء وتحرير الصفحات إرسال الرسائل أو التعليقات تحميل الملفات أو انضمام أعضاء جدد للويكي. ويتم عرض التغييرات حسب تسلسلها الزمني، وإذا كانت أنشطة الويكي ممتدة على فترة طويلة يمكن تحديد الفترة الزمنية المراد متابعة التغييرات فيها.
• Manage Wiki عند الضغط على هذه الأيقونة ستنتقل إلى لوحة التحكم والإعدادات في الويكي. وهي مقسمة لعدة أقسام: المحتوى، الأعضاء، الإعدادات، والأداوت. ويندرج تحت كل قسمم من هذه الأقسام العديد من الخدمات التي تزيد من فاعلية وسهولة وتخصيص استخدام الويكي وتم استخدام صور رمزية معبرة سهلة الفهم لترمز للخدمات التي يقدمها كل قسم.
• PAGE في أعلى صفحة الويكي يوجد أربع أيقونات تقدم خدمات مختلفة، الأيقونة الأولى تعرض الصفحة حسب آخر تحديث لها.
• DISCUSSION تقوم بعرض صفحة الحوارات والنقاشات، ويمكن تشبيه عملها بالمنتديات، حيث يبدأ الحوار عن طريق أحد الأعضاء, والذي يبدؤه كإدخال جديد, وكل من أراد التفاعل مع موضوع هذا العضو عليه الدخول على الموضوع الأساسي أولًا, ثم إدراج الردود والتي تظهر متسلسلة تسلسلًا زمنيًا. وحين يرغب عضو آخر بطرح موضوع مختلف يقوم بطرحه, كإدخال جديد آخر تندرج تحته الردود الخاصة به, وهي نفس الآلية المتبعة في المنتديات.
• HISTORY تقوم بعرض تاريخ تطور الصفحة الموجود عليها حاليًا، وتعرض التاريخ الذي حصل فيه التغيير والعضو الذي قام به، كما تتيح التراجع عن أي تعديلات طرأت على الصفحة وإعادتها لحالتها في تاريخ معين. كما تتيح أيضًا إمكانية مقارنة التعديلات بين حالتين مختلفتين للصفحة واختيار أحدهما.
• NOTIFY MEهي إحدى المميزات التقنية في الويكي، وهي تتيح متابعة أي صفحة من صفحات الويكي عن طريق إرسال إشعار بالبريد الإلكتروني أو عن طريق ملقمات الأخبار RSS عن أي تغييرات حدثت في الصفحة أو أي مواضيع جديدة في ساحة الحوار والنقاش.
• EDIT على امتداد الأيقونات الأربعة السابقة على يمين الصفحة توجد أيقونة التحرير، وهي القلب النابض للويكي، وميزتها الأساسية والتي تتيح لأعضاء الويكي أو الزوار (حسب إعدادات منشئ الويكي) تحرير محتوى الصفحات من إضافة وحذف وتعديل. الشكل رقم (4).
الخطوة الثالثة
لتحرير صفحة في الويكي انقر على أيقونة التحرير Edit ستظهر لك أدوات التحرير والتي ستتعرف عليها بكل سهولة لأنها تشبه إلى حد كبير أدوات التحرير في برنامج محرر النصوص والمستندات MS Word. ابدأ بالكتابة في المساحة المخصصة، ثم يمكنك تنسيق النص باستخدام البنط العريض أو المائل أو تكبير الخط وتغيير نوعه ولونه، واستخدام التعداد الرقمي أو النقطي وغير ذلك من التنسيقات المشابهة لتلك الموجودة في برامج تحرير النصوص. بعد الانتهاء من التحرير قم بالنقر على Save ليتم حفظ العمل ونشره. الشكل رقم (5).
إمكانيات الويكي التقنية
تقوم فكرة الويكي على سهولة الإنشاء والتحرير وتشجيع المشاركة الجماعية لتحقيق هدف محدد، ولهذا تم تزويد الويكي بإمكانيات تقنية قد يغفل عن وجودها كثير من مستخدمي الويكي. ونستعرض هنا أهم هذه الامكانيات مع شرح مبسط عنها، ونبدأ بتلك الموجودة في شريط التحرير.
• إدراج رابط Link: وقد يكون هذا الرابط لموقع خارج الويكي أو لصفحة أخرى داخل الويكي أو حتى لويكي آخر.
· إدراج ملف أو صورة File: يتم اختيار الملف المراد إدراجه من الملفات الموجودة في الحاسب الآلي ثم تحميله إلى الويكي. ويمكن تحميل أنواع مختلفة من الملفات كملفات الوورد وPDF والإكسل وغيرها. كما يمكن أيضًا إدراج الصور سواء كانت موجودة على الحاسب الآلي أو على الإنترنت ويمكن تحميلها من خلال رابط الصورة.
· إدراج جدول Table: ويمكن تحديد عدد الصفوف والأعمدة في الجدول، وبعد إدراجه في الصفحة ستظهر خيارات التنسيق الخاصة بالجداول من زيادة عدد الصفوف أو الأعمدة أو حذفها وتنسيق الخطوط فيها وتجانب محتواها النصي.
· تضمين التطبيقات المصغرة Widget: وتبرز في هذه الخاصية سهولة ومرونة استخدام الويكي، والتي تتيح تضمين تطبيقات من مواقع مختلفة على الإنترنت، ومنها الملفات الصوتية ومقاطع الفيديو والخرائط وملقمات الأخبار. وتنقسم التطبيقات إلى عدة أقسام: تطبيقات من إنتاج wikispaces وتطبيقات من مواقع مشهورة في الإنترنت. أما فيما يتعلق بالتطبيقات الخاصة بـ wikispaces فهي تشمل إدراج قائمة بمحتوى الويكي، قائمة بالمراجع، محتويات صفحة من الويكي، قائمة بالويكيات، إنشاء منتدى للحوار، وغيرها من التطبيقات المتخصصة. في حين أن التطبيقات الأخرى تشمل إدراج مقاطع فيديو من موقع Youtube, Teacher Tube, Google Vide, Yahoo Video, blip.tv وإدراج ملفات صوتية من موقع ODEO. وتضمين تقويم من موقع Google Calendar, AirSet, 30 Boxes وجداول من موقع Google Docs & Spreadsheets, Num Sum, EditGrid ومستندات من Scribd وBitty. كما يمكن إجراء استطلاعات عن طريق تضمين تطبيق استطلاع الرأي من موقع surveygizmo. ولزيادة فرص التواصل والتفاعل بين أعضاء الويكي يمكن تضمين تطبيقات الدردشة من مواقع Gabbly, skype, yackpack, meebo. كما يمكن إدراج عروض من موقعي flickr وslide وخرائط من Google maps. وفي حالة عدم توفر التطبيق الذي تريد تضمينه في الويكي الخاص بك من ضمن التطبيقات المتاحة ماعليك سوى أن تختار Other HTML وتقوم بنسخ كود التطبيق ولصقه في المكان المخصص، وسيقوم الويكي بتضمين التطبيق تلقائيًا.
· صندوق الوارد وإرسال الرسائل: يتيح الويكي تبادل رسائل البريد الإلكترونية بين الأعضاء دون حاجتهم لمعرفة البريد الإلكتروني لكل عضو وإنما عن طريق استخدام اسم المستخدم. كما أنه يسهل عملية إرسال الرسائل عن طريق إمكانية طلب إرسال الرسالة لجميع الأعضاء في ويكي محدد دون الحاجة لكتابة أسمائهم جميعًا.
تقييم ويكيات المتعلمين
الآن بعد أن قمت بإنشاء الويكي واستخدمتها مع طلابك في الصف يتبقى لنا السؤال الأهم، والذي دفعنا في الأساس لدمج هذه التقنية في الصف، ألا وهي كيف سيتم تقييم الطلاب؟ ما المعايير التي تجعل من مشروع الويكي مشروعًا ناجحًا؟
استخدام جدول معايير التقييم Rubrics هي من الطرق البسيطة والتي تضمن فهم الطلاب للتوقعات والمهام المطلوبة منهم قبل الانتهاء من أداء المهام، ويساعد الطلاب على مراجعة واجباتهم والأنشطة المطلوبة منهم قبل تسليمها، كما يتمكن المعلمون باستخدام هذه الطريقة من الحفاظ على معايير تقييم موحدة وعادلة لجميع المتعلمين.ومن الضروري التفكير بأهداف المادة وقدرات المتعلمين ووضعها في عين الاعتبار عند استخدام الويكي.
جدول معايير التقييم يتضمن قائمة من المعايير التي يجب أن يطبقها الطالب حتى يحصل على الدرجة المثالية. بشكل عام يقوم المعلم في جدول معايير التقييم بتحديد مستوى الأداء المتوقع لعدة مستويات من الجودة. قد تكون كتابة هذه المستويات من الجودة على شكل تصنيفات مختلفة، وكل تصنيف يرمز إلى درجة معينة (على سبيل المثال، ممتاز، جيد، يحتاج إلى تحسين) أو على شكل أرقام (على سبيل المثال، 1، 2، 3، 4) التي تضاف بعد ذلك لترمز إلى مجموع درجة الطالب.
بعض النصائح عن إنشاء جداول معايير التقييم:
· وضع أهداف المنهج ومعايير التعلم في عين الاعتبار عند إنشاء الجداول ومعايير التقييم.
· إعطاء المتعلمين نسخة من جدول معايير التقييم قبل البدء بكتابة المواضيع في الويكي.
· التأكد من فهم الطلاب لكل معيار موجود في الجدول.
· استخدام جدول المعايير أثناء تقييم مواضيع الطلاب.
تجنب:
· إضافة معايير للجدول لم يتم شرحها واستيعابها من قبل المتعلمين.
· توقع فهم المتعلمين لآلية العمل الجماعي والحوار المتحضر المؤدي لنتائج ملموسة في بداية استخدام الويكي.
· تضمين معايير غير متصلة بأهداف المادة أو المهارات المطلوبة من المتعلمين.
والجدول رقم (1) مثال على جدول معايير التقييم والذي استخدم في مشروع عمل جماعي باستخدام الويكي، وتم تقسيم المعايير إلى ثلاثة محاور رئيسية: الويكي والمحتوى وتقييم العمل الجماعي. ومن المستحسن في بداية استخدام الويكي في التعليم أن تخصص درجات لتقييم العمل الجماعي ومدى فاعليته ليشكل حافزًا للطلاب، ويمكن بعد اعتياد الطلاب على هذه النوعية من المشاريع أن تضاف هذه الدرجات لتقييم جودة العمل وذلك لأنه متى ما اعتاد الطلاب على العمل الجماعي، واكتشفوا فائدته التعليمية بالإضافة إلى مزاياه في توفير الوقت وتقسيم الجهد على أعضاء المجموعة فإن الحاجة لمثل هذه الدرجات تتلاشى.
المراجع:
- Blogs In Education and other tools for collaborative writing. Teaching Effectiveness Program: Be Free to Teach. Retrieved May 6, 2011 from http://tep.uoregon.edu/shared/blogswikispodcasts/WikisBiblio.pdf
- Lamb, B. Wide Open Spaces: Wikis, Ready or Not. EDUCAUSE Review, vol. 39, no. 5: 36– 48. Retrieved June 13, 2006 from http://www.educause.edu/EDUCAUSE+Review/EDUCAUSEReviewMagazineVolume39/WideOpenSpacesWikisReadyorNot/157925
- Schroeder, B. (2008). 10 Best Practices for using wikis in education. Technology Teacher. Retrieved June 20, 2011 from http://itcboisestate.wordpress.com/2008/05/21/10-best-practices-for-using-wikis-in-education/
- Young, J. (2011). Motivation & Media: Understanding why youth create their own media. Research for Action. Retrieved July 1, 2011 from http://www.researchforaction.org/wp-content/uploads/2011/06/ML-11.06.21-Motivation-FINAL.pdf
مخاطر الشبكات الاجتماعية
غزت الشبكات الاجتماعية عالمنا ، ومع الصعود المتزايد لهذا الغزو ، تزايد السؤال عن أثر ذلك على السلوك البشرى ، فلا شك أن الشبكات الاجتماعية – أو ما يعرف “بالإعلام الجديد” – غيرت الكثير من عاداتنا البشرية و روابطنا الإنسانية وعلاقتنا الاجتماعية ، يؤيد ذلك دراسة حديثة أجراها العالم الأمريكي “لارى روزين” أستاذ علم النفس بجامعة كاليفورنيا ، والتي أكدت أن الإفراط فى استخدام موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك يسبب اضطرابات نفسية وبخاصة لدى فئة المراهقين . قدم “روزين” نتائج الدراسة بناءا على إجراء استبيان شمل 1000 مراهق ، و مراقبة 300 آخرين لمدة 15 دقيقة ، وقد رصدت الدراسة ما يلى :
- ازدياد الأنانية عند المراهقين الذين غالبا ما يستخدون الشبكات الاجتماعية.
- اضطرابات نفسية ، و ميول عدوانية ، ومشاكل فى النوم ، وقلق ، واكتئاب عند المراهقين الذين لدسهم حضور قوى على الشبكات الاجتماعية ومدمنى ألعاب الفيديو و الإنترنت.
- التغيب عن المدرسة، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي .
- ضعف القدرة على التركيز .
لم تكن الدراسة كلها سلبيات ، فمن أهم الأشياء الإيجابية التى رصدتها الدراسة هى ظاهرة “التعاطف الإفتراضى” الموجودة بين مستخدمى الفيسبوك ، حيث يشارك كل منهم الآخر الأفراح و الأحزان ، ويتبادلون الكلمات الرقيقة ، مما يسهم فى تحسين الحالة المزاجية لهم.
التعاطف الإفتراضى – على حد زعم “روزين” – يمكن أن ينتقل إلى حياة الإنسان الواقعية بحيث يتعلم كيفية التعامل مع الناس و اكتساب صداقات جديدة فى حياته اليومية .
الاثنين، 23 نوفمبر 2015
التعلم الالكتروني في الجامعات السعودية..
مجلة المعرفة مقال بعنوان : التعلم الإلكتروني عن بعد في الجامعات السعودية تجويد التعليم أم تعليم الجماهير؟
. بدر عبدالله الصالح ❊ ـ الرياض :
رغم أن التعليم عن بعد (بالمراسلة) بدأ مبكرًا (في السويد،1833م، وفي الولايات المتحدة،1883م)، ورغم نجاح بعض تطبيقات التعليم الجامعي المفتوح منذ عام 1969م (الجامعة البريطانية المفتوحة على سبيل المثال)، إلا أن السنوات العشر الأخيرة شهدت نموًا غير مسبوق في هذا النوع من التعليم. فعلى سبيل المثال، عقد في عام 1998م أكثر من (50) مؤتمرًا في التعليم عن بعد (1).
حتى سنوات قليلـة، لـم تكـن مفاهيم التعليم العالي بلا حدود، والمدينة الجامعية الإلكترونية، والجامعة الافتراضية، وجامعة الإنترنت وغيرها شائعة في أوساط التعليم الجامعي والعالي، ولكنها ظاهرة حديثة تزامنت مع النمو الضخم في إمكانات تقنية الاتصال والمعلومات، خصوصًا تقنية الإنترنت وتطبيقاتها على الشبكة العنكبوتية في أواسط وأواخر التسعينيات الميلادية من القرن الماضي(2).
ومع بزوغ عصر المعرفة، يمكن القول إن عصرًا جديدًا في تاريخ التعليم الجامعي قد بدأ. ففي عام 2000م درس أكثر من (70) مليون شخص في قطاعات التعليم والتدريب بوساطة الإنترنت(3). وفي عام 2001م قدمت كليات وجامعات وشركات في (130) دولة أكثر من (50.000) مقرر للتعليم عن بعد بأساليب متنوعة من بينها التعلم الإلكتروني(4). كما أن سوق التعليم عن بعد الذي يقدم درجات علمية بوساطة الإنترنت ينمو بنسبة (40%) سنويًا(5)، حتى الجامعات المرموقة بدأت تقدم برامج أكاديمية افتراضية. جامعة هارفارد، على سبيل المثال، حققت حوالي (150) مليون دولار من عائدات برنامج التعليم عن بعد الذي يخدم حوالي (60.000) طالب وطالبة متفرغين جزئيًا(6).
وتقدر مؤسسة البيانات الدولية أن حوالي مليوني طالب درسوا مقررات جامعية على الإنترنت في الولايات المتحـدة؛ ومن جهـة أخـرى، أسس الاتحـاد الأوروبي خطـة إلكترونيـة بعنـوان «جامعات القرن الحادي والعشرين»، وهي عبارة عن ائتلاف جامعات أوروبية لنقل التعليم الجامعي إلى الطلاب في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية رصد لها (13.3) بليون دولار(7).
مؤشرات نمو التعلم الإلكتروني الجامعي عن بعد:
تؤثر تقنية المعلومات والاتصالات (ICT) حاليًا بجميع أوجه النشاط البشري تقريبًا بما في ذلك مجالات التعليم والتدريب. ويبدو أن تأثير تقنية الاتصالات والمعلومات في هذه المجالات سيتعاظم في المستقبل بناءً على العديد من المؤشرات من بينها:
– ظهور العديد من مشاريع التعلم الإلكتروني عن بعد في المدارس والجامعات في العالم.
– تنامي الاستثمار في سوق التعلم الإلكتروني حيث يوجد آلاف المقررات الإلكترونية حول العالم يمكن أن يدرسها الفرد من المنزل(8).
– توقعات بنمو الاستثمارات في التدريب الإلكتروني من (6.6) بليون دولار في عام 2002م إلى حوالي (23.7) بليون دولار في عام 2007م(9).
– بروز ظاهرة الجامعة الافتراضية أو المدينة الجامعية الإلكترونية بنماذج تنظيمية مختلفة (ائتلاف، وسيط.. الخ)، ووجود عشرات الجامعات التقليدية التي تقدم تعليمًا إلكترونيًا عن بعد على المستويات المحلية والإقليمية والدولية(10)، (11).
حاليًا، ربما يصعب الإشارة إلى دولة ما في العالم أجمع تقريبًا لا يوجد فيها نوع أو آخر من أنظمة التعليم عن بعد، فقد انتشرت جامعات التعليم عن بعد والتعلم المفتوح والتعليم الافتراضي في أغلب الدول من أقصى العالم في أستراليا إلى آسيا وإفريقيا ومن أوروبا إلى الأمريكيتين. كما بدأت العديد من الجامعات تدعم إلزامية التوسع في استخدام تقنيات التعليم لتحسين التعليم وجهًا لوجه، وكذلك تقديم مقررات كاملة على الإنترنت، إضافة إلى أن عدد الطلاب الراغبين في الدراسة بوساطة الإنترنت ينمو بشكل كبير.
التأثير متعدد الأبعاد لتقنية الاتصال والمعلومات في التعليم الجامعي:
تشير الأدبيات ذات العلاقة إلى أن دور تقنية الاتصال والمعلومات في التعليم الجامعي سيكون له تأثير متعدد الأبعاد:
– الإتاحة عن بعد للمعلومات والمصادر البشرية والخدمات التربوية والتقنيات.
– الأكاديمية الرقمية، حيث أصبح التعليم في المدن الجامعية مزيجًا من محاضرات تقليدية، وعروض حاسوبية، ومفردات ومقررات على الشبكة العنكبوتية، وقراءات وواجبات ومصادر إلكترونية، إضافة لإنجاز عمليات التسجيل والحصول على السجل الأكاديمي بوسائل إلكترونية.
– إذابة الحدود الفاصلة بين التعليم في المدينة الجامعية والتعليم عن بعد، نظرًا لشيوع تطبيق مفهوم التعلم المرن، حيث تستخدم التقنيات في القاعات الدراسية من جهة، وجعل التعليم متاحًا في مواقع وأوقات مختلفة من جهة أخرى، مما يعني أن الحدود الفاصلة بين التعليم في المدينة الجامعية والتعليم عن بعد ستصبح أقل وضوحًا أو أكثر ضبابية.
– التكلفة الاقتصادية، حيث ينظر إلى دور تقنية الاتصال والمعلومات في تقليل التكلفة للساعة الدراسية من خلال تقليل عدد أعضاء هيئة التدريس، وتحسين الكفاءة في محاولة لمحاكاة نماذج الإدارة في قطاع الأعمال والصناعة، مثل مفهوم المنظمة الافتراضية.
– الشفافية الافتراضية، حيث تعمل تقنية الاتصال والمعلومات على جعل المناقشات الصفية ومفردات المقررات مرئية للعالم أجمع، رغم إمكانية حجبها من خلال جدران إلكترونية.
– ثقافة التقنيات الجديدة، فالتقنيات الحالية ليست محايدة بالنسبة للقيم كناقلات للحقائق والمعلومات، وإنما تحمل قيم ومعتقدات وأولويات منتجيها، مما يعني ضرورة المحافظة على التوازن بين الخصوصية الثقافية والثقافات الأخرى.
– حقوق الطبع والنشر والملكية الفكرية، حيث تشكل التطبيقات الجديدة للتعلم الإلكتروني تحديًا للنظام التقليدي الخاص بتلك الحقوق، فالاحتمال قائم لنقل نظام تعليمي مخصص لمجموعة معينة من المتعلمين إلى جمهور عريض.
– ازدياد المنافسة بين مؤسسات التعليم العالي وإعادة تعريف مكان التعلم، حيث إن توفير التعلم الإلكتروني في الجامعات التقليدية سيضعها في تنافس بعضها مع بعض ومع القطاع الخاص الذي يقدم برامج تعليم وتدريب تنافس ما يقدم في تلك الجامعات، مما يعني ضمنًا إعادة تشكيل جغرافية التعليم العالي، وإعادة تعريف مكان التعلم.
التعلم الإلكتروني الجامعي عن بعد بين أهداف تقليدية وأهداف جديدة:
تاريخيًا، استخدم التعليم عن بعد أساسًا لتوفير فرص التعليم الجامعي للكبار الذين لم يحصلوا عليها بسبب صعوبة انتظامهم في الدراسة في المدينة الجامعية نظرًا لظروف العمل أو البعد الجغرافي، وهذا يعني أن الأهداف التقليدية للتعليم عن بعد لم تكن أصلاً بديلًا عن التعليم وجها لوجه في قاعات الدراسة. حاليًا، يلحظ المتابع لمشاريع التعلم الإلكتروني عن بعد تغيرًا في توجهاته، ففي عصر المعرفة ازداد عدد الراغبين في التعلم الإلكتروني عن بعد ممن هم في عمر التعليم الجامعي (خريجي الثانوية) مما يعني أن الأهداف التقليدية للتعلم عن بعد تشهد تحولًا من إتاحة التعلم الجامعي للمتعلمين الكبار في مناطق نائية إلى أهداف تتعلق بتلبية حاجات سوق العمل وتحسين نوعية التعليم، وإتاحة الفرصة لجميع الراغبين في التعليم الجامعي. باختصار، لم تعد مبررات التعليم عن بعد هي ذاتها التي سيطرت في العقود الماضية وإنما أضيفت إليها أهداف جديدة حتمتها جملة من التحديات التي تمثل مبررًا كافيًا للمضي قدمًا في التعلم الإلكتروني عن بعد. أبرز هذه التحديات هي:
– التأثير الضخم لتقنية المعلومات والاتصال على خدمات عديدة في المجتمع.
– ازدياد عدد المتعلمين عمومًا إضافة إلى المتعلمين الكبار والمتفرغين جزئيًا في ظل مصادر محدودة.
– يمتلك الجيل الطلابي الجديد مهارات في الحوسبة واستخدام الشبكة العنكبوتية، وعلى الجامعات مقابلة حاجات الجيل القادم من المتعلمين من خلال زيادة مرونة التعليم وجعله أقل اعتمادًا على متغيري الزمان والمكان.
– مقابلة التغيرات المتسارعة في بيئات العمل وما يتطلبه ذلك من مهارات متجددة مما يعني ازدياد الحاجة إلى التعليم عند الطلب.
– دعم الاتجاه المتنامي نحو مزيد من دمج التعليم والعمل من أجل سد الفجوة بين التعليم الرسمي والممارسة المهنية.
– تحسين عملية نقل المهارات والمعرفة والاتجاهات من التعليم الرسمي إلى موقع العمل لتهيئة الخريجين على نحو أفضل لمجتمع الغد الشبكي.
– تنمية مهارات التفكير العليا مثل مهارات حل المشكلة والتعلم الموّجه ذاتيًا والتفكير الناقد.. إلخ.
– انفتاح التعليم إلى ما وراء الحدود التقليدية والمحلية (عولمة التعليم)، وعلاقة ذلك بتنامي التنافس بين مؤسسات التعليم العالي ورغبتها في توصيل برامجها إلى خارج الحدود في محاولة لدخول سوق دولي في مجال التعليم العالي عبر الحدود.
– تنامي المنافسة بين الجامعات والقطاع الخاص في مجال التعليم والتدريب وتنمية المصادر البشرية، ومحاولة الجامعات المحافظة على موقع تنافسي في هذا المجال.
– توجيه اهتمام أكبر نحو إعداد الخريجين للمنافسة في سوق العمل الذي يتحول سريعًا من اقتصاد العمل إلى اقتصاد المعرفة.
– شح المصادر المادية والبشرية في ظل ضغوط ضخمة على الجامعات لتوسيع طاقتها الاستيعابية للطلاب يجعلها تفكر جديًا في بدائل اقتصادية وعملية. ومن هنا تبدو فكرة استثمار الإمكانات الكبيرة للتقنيات الجديدة بهدف تقليل كلفة التعليم الجامعي مغرية وجذابة، وفي الوقت نفسه محفّزة لمحاولة تحقيق معادلة الفاعلية- التكلفة Cost-Effectiveness، بمعنى تحقيق الفاعلية بأقل قدر من التكلفة.
– ظهور رؤى فلسفية وتربوية جديدة تنظر إلى المتعلمين في أدوار أكثر نشاطًا وتحكمًا في التعلم.
– اعتقاد بعض المهتمين بإمكانية تحسين جودة التعليم من خلال تطبيقات تقنية المعلومات والاتصال.
التعلم الإلكتروني عن بعد: الحالة العربية:
ظهرت في السنوات الأخيرة مبادرات عديدة للتعلم الإلكتروني الجامعي عن بعد في العالم العربي ومن أبرزها الجامعتان السورية والتونسية الافتراضيتان، وتجارب جامعات مفتوحة في مصر والجزائر والسودان وليبيا والإمارات العربية المتحدة وفلسطين، إضافة إلى الجامعة العربية المفتوحة.(10).
التعلم عن بعد: الحالة الخليجية:
وجهت دول مجلس التعاون الخليجي ولا تزال كثيرًا من جهودها لمجال التنمية الاجتماعية ومن بينها مجال التربية والتعليم والتدريب. ومع شعور هذه الدول بالحاجة إلى التوسع في توفير فرص التعليم الجامعي، وضرورة توظيف تقنية الاتصال والمعلومات في مجالات عديدة ومن بينها التعليم الجامعي الذي تزداد الحاجة له بشكل كبير، لذا أسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية «أمانة لجنة مسؤولي التعليم عن بعد بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في عام (2000م) لدعم مبادرات التعلم الإلكتروني عن بعد في دول المجلس.
التعلم الإلكتروني عن بعد: الحالة السعودية: شعرت المملكة بحاجة ماسة لتوفير فرص التعليم الجامعي لآلاف من الطلبة، وضرورة مقابلة هذه الحاجة بأساليب عملية لتلبية الطلب المتزايد على التعليم الجامعي، ولذا أسست وزارة التعليم العالي قبل نحو عامين «المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد»، بهدف دعم جهود الجامعات السعودية في هذا النوع من التعليم. وقد بدأت هذه الجامعات مبادرات في هذا المجال، ففي جامعات الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، والملك فيصل، يدرس بعض الطلاب بعض المقررات الأساسية على الشبكة العنكبوتية، وأسست جامعات الملك عبدالعزيز، وأم القرى، والملك خالد، مراكز للتعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني توفر بعض المحاضرات على الشبكة العنكبوتية. كما بدأت وكالة كليات البنات بوزارة التربية والتعليم مشروعًا طموحًا للتعليم عن بعد باستخدام نظام البث الفضائي (VSAT) لتعليم الطالبات عن بعد في أكثر من (100) كلية للبنات في أنحاء المملكة.
رغم أن التعليم عن بعد (بالمراسلة) بدأ مبكرًا (في السويد،1833م، وفي الولايات المتحدة،1883م)، ورغم نجاح بعض تطبيقات التعليم الجامعي المفتوح منذ عام 1969م (الجامعة البريطانية المفتوحة على سبيل المثال)، إلا أن السنوات العشر الأخيرة شهدت نموًا غير مسبوق في هذا النوع من التعليم. فعلى سبيل المثال، عقد في عام 1998م أكثر من (50) مؤتمرًا في التعليم عن بعد (1).
حتى سنوات قليلـة، لـم تكـن مفاهيم التعليم العالي بلا حدود، والمدينة الجامعية الإلكترونية، والجامعة الافتراضية، وجامعة الإنترنت وغيرها شائعة في أوساط التعليم الجامعي والعالي، ولكنها ظاهرة حديثة تزامنت مع النمو الضخم في إمكانات تقنية الاتصال والمعلومات، خصوصًا تقنية الإنترنت وتطبيقاتها على الشبكة العنكبوتية في أواسط وأواخر التسعينيات الميلادية من القرن الماضي(2).
ومع بزوغ عصر المعرفة، يمكن القول إن عصرًا جديدًا في تاريخ التعليم الجامعي قد بدأ. ففي عام 2000م درس أكثر من (70) مليون شخص في قطاعات التعليم والتدريب بوساطة الإنترنت(3). وفي عام 2001م قدمت كليات وجامعات وشركات في (130) دولة أكثر من (50.000) مقرر للتعليم عن بعد بأساليب متنوعة من بينها التعلم الإلكتروني(4). كما أن سوق التعليم عن بعد الذي يقدم درجات علمية بوساطة الإنترنت ينمو بنسبة (40%) سنويًا(5)، حتى الجامعات المرموقة بدأت تقدم برامج أكاديمية افتراضية. جامعة هارفارد، على سبيل المثال، حققت حوالي (150) مليون دولار من عائدات برنامج التعليم عن بعد الذي يخدم حوالي (60.000) طالب وطالبة متفرغين جزئيًا(6).
وتقدر مؤسسة البيانات الدولية أن حوالي مليوني طالب درسوا مقررات جامعية على الإنترنت في الولايات المتحـدة؛ ومن جهـة أخـرى، أسس الاتحـاد الأوروبي خطـة إلكترونيـة بعنـوان «جامعات القرن الحادي والعشرين»، وهي عبارة عن ائتلاف جامعات أوروبية لنقل التعليم الجامعي إلى الطلاب في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية رصد لها (13.3) بليون دولار(7).
مؤشرات نمو التعلم الإلكتروني الجامعي عن بعد:
تؤثر تقنية المعلومات والاتصالات (ICT) حاليًا بجميع أوجه النشاط البشري تقريبًا بما في ذلك مجالات التعليم والتدريب. ويبدو أن تأثير تقنية الاتصالات والمعلومات في هذه المجالات سيتعاظم في المستقبل بناءً على العديد من المؤشرات من بينها:
– ظهور العديد من مشاريع التعلم الإلكتروني عن بعد في المدارس والجامعات في العالم.
– تنامي الاستثمار في سوق التعلم الإلكتروني حيث يوجد آلاف المقررات الإلكترونية حول العالم يمكن أن يدرسها الفرد من المنزل(8).
– توقعات بنمو الاستثمارات في التدريب الإلكتروني من (6.6) بليون دولار في عام 2002م إلى حوالي (23.7) بليون دولار في عام 2007م(9).
– بروز ظاهرة الجامعة الافتراضية أو المدينة الجامعية الإلكترونية بنماذج تنظيمية مختلفة (ائتلاف، وسيط.. الخ)، ووجود عشرات الجامعات التقليدية التي تقدم تعليمًا إلكترونيًا عن بعد على المستويات المحلية والإقليمية والدولية(10)، (11).
حاليًا، ربما يصعب الإشارة إلى دولة ما في العالم أجمع تقريبًا لا يوجد فيها نوع أو آخر من أنظمة التعليم عن بعد، فقد انتشرت جامعات التعليم عن بعد والتعلم المفتوح والتعليم الافتراضي في أغلب الدول من أقصى العالم في أستراليا إلى آسيا وإفريقيا ومن أوروبا إلى الأمريكيتين. كما بدأت العديد من الجامعات تدعم إلزامية التوسع في استخدام تقنيات التعليم لتحسين التعليم وجهًا لوجه، وكذلك تقديم مقررات كاملة على الإنترنت، إضافة إلى أن عدد الطلاب الراغبين في الدراسة بوساطة الإنترنت ينمو بشكل كبير.
التأثير متعدد الأبعاد لتقنية الاتصال والمعلومات في التعليم الجامعي:
تشير الأدبيات ذات العلاقة إلى أن دور تقنية الاتصال والمعلومات في التعليم الجامعي سيكون له تأثير متعدد الأبعاد:
– الإتاحة عن بعد للمعلومات والمصادر البشرية والخدمات التربوية والتقنيات.
– الأكاديمية الرقمية، حيث أصبح التعليم في المدن الجامعية مزيجًا من محاضرات تقليدية، وعروض حاسوبية، ومفردات ومقررات على الشبكة العنكبوتية، وقراءات وواجبات ومصادر إلكترونية، إضافة لإنجاز عمليات التسجيل والحصول على السجل الأكاديمي بوسائل إلكترونية.
– إذابة الحدود الفاصلة بين التعليم في المدينة الجامعية والتعليم عن بعد، نظرًا لشيوع تطبيق مفهوم التعلم المرن، حيث تستخدم التقنيات في القاعات الدراسية من جهة، وجعل التعليم متاحًا في مواقع وأوقات مختلفة من جهة أخرى، مما يعني أن الحدود الفاصلة بين التعليم في المدينة الجامعية والتعليم عن بعد ستصبح أقل وضوحًا أو أكثر ضبابية.
– التكلفة الاقتصادية، حيث ينظر إلى دور تقنية الاتصال والمعلومات في تقليل التكلفة للساعة الدراسية من خلال تقليل عدد أعضاء هيئة التدريس، وتحسين الكفاءة في محاولة لمحاكاة نماذج الإدارة في قطاع الأعمال والصناعة، مثل مفهوم المنظمة الافتراضية.
– الشفافية الافتراضية، حيث تعمل تقنية الاتصال والمعلومات على جعل المناقشات الصفية ومفردات المقررات مرئية للعالم أجمع، رغم إمكانية حجبها من خلال جدران إلكترونية.
– ثقافة التقنيات الجديدة، فالتقنيات الحالية ليست محايدة بالنسبة للقيم كناقلات للحقائق والمعلومات، وإنما تحمل قيم ومعتقدات وأولويات منتجيها، مما يعني ضرورة المحافظة على التوازن بين الخصوصية الثقافية والثقافات الأخرى.
– حقوق الطبع والنشر والملكية الفكرية، حيث تشكل التطبيقات الجديدة للتعلم الإلكتروني تحديًا للنظام التقليدي الخاص بتلك الحقوق، فالاحتمال قائم لنقل نظام تعليمي مخصص لمجموعة معينة من المتعلمين إلى جمهور عريض.
– ازدياد المنافسة بين مؤسسات التعليم العالي وإعادة تعريف مكان التعلم، حيث إن توفير التعلم الإلكتروني في الجامعات التقليدية سيضعها في تنافس بعضها مع بعض ومع القطاع الخاص الذي يقدم برامج تعليم وتدريب تنافس ما يقدم في تلك الجامعات، مما يعني ضمنًا إعادة تشكيل جغرافية التعليم العالي، وإعادة تعريف مكان التعلم.
التعلم الإلكتروني الجامعي عن بعد بين أهداف تقليدية وأهداف جديدة:
تاريخيًا، استخدم التعليم عن بعد أساسًا لتوفير فرص التعليم الجامعي للكبار الذين لم يحصلوا عليها بسبب صعوبة انتظامهم في الدراسة في المدينة الجامعية نظرًا لظروف العمل أو البعد الجغرافي، وهذا يعني أن الأهداف التقليدية للتعليم عن بعد لم تكن أصلاً بديلًا عن التعليم وجها لوجه في قاعات الدراسة. حاليًا، يلحظ المتابع لمشاريع التعلم الإلكتروني عن بعد تغيرًا في توجهاته، ففي عصر المعرفة ازداد عدد الراغبين في التعلم الإلكتروني عن بعد ممن هم في عمر التعليم الجامعي (خريجي الثانوية) مما يعني أن الأهداف التقليدية للتعلم عن بعد تشهد تحولًا من إتاحة التعلم الجامعي للمتعلمين الكبار في مناطق نائية إلى أهداف تتعلق بتلبية حاجات سوق العمل وتحسين نوعية التعليم، وإتاحة الفرصة لجميع الراغبين في التعليم الجامعي. باختصار، لم تعد مبررات التعليم عن بعد هي ذاتها التي سيطرت في العقود الماضية وإنما أضيفت إليها أهداف جديدة حتمتها جملة من التحديات التي تمثل مبررًا كافيًا للمضي قدمًا في التعلم الإلكتروني عن بعد. أبرز هذه التحديات هي:
– التأثير الضخم لتقنية المعلومات والاتصال على خدمات عديدة في المجتمع.
– ازدياد عدد المتعلمين عمومًا إضافة إلى المتعلمين الكبار والمتفرغين جزئيًا في ظل مصادر محدودة.
– يمتلك الجيل الطلابي الجديد مهارات في الحوسبة واستخدام الشبكة العنكبوتية، وعلى الجامعات مقابلة حاجات الجيل القادم من المتعلمين من خلال زيادة مرونة التعليم وجعله أقل اعتمادًا على متغيري الزمان والمكان.
– مقابلة التغيرات المتسارعة في بيئات العمل وما يتطلبه ذلك من مهارات متجددة مما يعني ازدياد الحاجة إلى التعليم عند الطلب.
– دعم الاتجاه المتنامي نحو مزيد من دمج التعليم والعمل من أجل سد الفجوة بين التعليم الرسمي والممارسة المهنية.
– تحسين عملية نقل المهارات والمعرفة والاتجاهات من التعليم الرسمي إلى موقع العمل لتهيئة الخريجين على نحو أفضل لمجتمع الغد الشبكي.
– تنمية مهارات التفكير العليا مثل مهارات حل المشكلة والتعلم الموّجه ذاتيًا والتفكير الناقد.. إلخ.
– انفتاح التعليم إلى ما وراء الحدود التقليدية والمحلية (عولمة التعليم)، وعلاقة ذلك بتنامي التنافس بين مؤسسات التعليم العالي ورغبتها في توصيل برامجها إلى خارج الحدود في محاولة لدخول سوق دولي في مجال التعليم العالي عبر الحدود.
– تنامي المنافسة بين الجامعات والقطاع الخاص في مجال التعليم والتدريب وتنمية المصادر البشرية، ومحاولة الجامعات المحافظة على موقع تنافسي في هذا المجال.
– توجيه اهتمام أكبر نحو إعداد الخريجين للمنافسة في سوق العمل الذي يتحول سريعًا من اقتصاد العمل إلى اقتصاد المعرفة.
– شح المصادر المادية والبشرية في ظل ضغوط ضخمة على الجامعات لتوسيع طاقتها الاستيعابية للطلاب يجعلها تفكر جديًا في بدائل اقتصادية وعملية. ومن هنا تبدو فكرة استثمار الإمكانات الكبيرة للتقنيات الجديدة بهدف تقليل كلفة التعليم الجامعي مغرية وجذابة، وفي الوقت نفسه محفّزة لمحاولة تحقيق معادلة الفاعلية- التكلفة Cost-Effectiveness، بمعنى تحقيق الفاعلية بأقل قدر من التكلفة.
– ظهور رؤى فلسفية وتربوية جديدة تنظر إلى المتعلمين في أدوار أكثر نشاطًا وتحكمًا في التعلم.
– اعتقاد بعض المهتمين بإمكانية تحسين جودة التعليم من خلال تطبيقات تقنية المعلومات والاتصال.
التعلم الإلكتروني عن بعد: الحالة العربية:
ظهرت في السنوات الأخيرة مبادرات عديدة للتعلم الإلكتروني الجامعي عن بعد في العالم العربي ومن أبرزها الجامعتان السورية والتونسية الافتراضيتان، وتجارب جامعات مفتوحة في مصر والجزائر والسودان وليبيا والإمارات العربية المتحدة وفلسطين، إضافة إلى الجامعة العربية المفتوحة.(10).
التعلم عن بعد: الحالة الخليجية:
وجهت دول مجلس التعاون الخليجي ولا تزال كثيرًا من جهودها لمجال التنمية الاجتماعية ومن بينها مجال التربية والتعليم والتدريب. ومع شعور هذه الدول بالحاجة إلى التوسع في توفير فرص التعليم الجامعي، وضرورة توظيف تقنية الاتصال والمعلومات في مجالات عديدة ومن بينها التعليم الجامعي الذي تزداد الحاجة له بشكل كبير، لذا أسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية «أمانة لجنة مسؤولي التعليم عن بعد بجامعات ومؤسسات التعليم العالي بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية» في عام (2000م) لدعم مبادرات التعلم الإلكتروني عن بعد في دول المجلس.
التعلم الإلكتروني عن بعد: الحالة السعودية: شعرت المملكة بحاجة ماسة لتوفير فرص التعليم الجامعي لآلاف من الطلبة، وضرورة مقابلة هذه الحاجة بأساليب عملية لتلبية الطلب المتزايد على التعليم الجامعي، ولذا أسست وزارة التعليم العالي قبل نحو عامين «المركز الوطني للتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد»، بهدف دعم جهود الجامعات السعودية في هذا النوع من التعليم. وقد بدأت هذه الجامعات مبادرات في هذا المجال، ففي جامعات الملك سعود والملك فهد للبترول والمعادن، والملك فيصل، يدرس بعض الطلاب بعض المقررات الأساسية على الشبكة العنكبوتية، وأسست جامعات الملك عبدالعزيز، وأم القرى، والملك خالد، مراكز للتعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني توفر بعض المحاضرات على الشبكة العنكبوتية. كما بدأت وكالة كليات البنات بوزارة التربية والتعليم مشروعًا طموحًا للتعليم عن بعد باستخدام نظام البث الفضائي (VSAT) لتعليم الطالبات عن بعد في أكثر من (100) كلية للبنات في أنحاء المملكة.
المراجع :
1-Simnsons, M., Smaldino, S., Albright, M. & Zracek, S. (2000). Teaching and
Learning at a Distance: Foundations of Distance education. NJ.: Prentice Hall, Inc
2- Epper, R. M. & Garn, M. (2004). Virtual Universities: Real Possibilities. Educause Review, Vol. 39(2), 28-3
3-Morrison, D. (2003). E-Learning Strategies. England: John Wiley & Sons, Ltd
4-Dutton, W. H. and Loader, B. D.(2002). Introduction: New Media and Institutions of Higher Education. In: Williams H. Dutton and Brian D. Loader (ed.): Digital Academe Routledge: London,pp.1-32
5-Gallagher, S. & Newman A. (2002). Distance Learning at the Tipping: Critical
Success Factors to Growing Fully Online Distance Learning Programs.
(http://www.eduventures.com/pdf/distance.pdf). Retrieved: 24/11/2005
6-Janek, R. L. (2001). Virtual Learning is Becoming Realty. ERIC, (ED4568200)
7-Heeger, G. A. (2002). Building the Online Learning Enterprise UMUC (http://www.umuc.edu/president/addresses/building_online_enterprise.html). Retrieved: 12/10/2005
8-Spinks, J. A. (2006). Emerging Issues in the Quality Assurance of E-learning Programs and Institutions. Oman, Sultan Qaboos University: International Conference on Distance Education
9-EIU (The Economist Intelligence Unit) & IBM (2003). The 2003 e-Learning Readiness Ranking
10-الصالح، بدر بن عبدالله (2007م). التعليم الجامعي الافتراضي: دراسة مقارنة لجامعات عربية وأجنبية افتراضية مختارة.مجلة كليات المعلمين: العلوم التربوية، م(7)، ع(1).
11-الصالح، بدر بن عبدالله (2004م). المنظور العولمي لتقنية المعلومات والاتصال: مدى جاهزية الجامعات السعودية للتغيير. ورقة عمل: ندوة العولمة والتربية، كلية التربية/جامعة الملك سعود/الرياض.
12-الصالح، بدر بن عبدالله.(2006م) التعلم عن بعد: إشكالية النموذج. المؤتمر الدولي للتعلم عن بعد: مسقط/سلطنة عمان
المصدر : http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=32 1-Simnsons, M., Smaldino, S., Albright, M. & Zracek, S. (2000). Teaching and
Learning at a Distance: Foundations of Distance education. NJ.: Prentice Hall, Inc
2- Epper, R. M. & Garn, M. (2004). Virtual Universities: Real Possibilities. Educause Review, Vol. 39(2), 28-3
3-Morrison, D. (2003). E-Learning Strategies. England: John Wiley & Sons, Ltd
4-Dutton, W. H. and Loader, B. D.(2002). Introduction: New Media and Institutions of Higher Education. In: Williams H. Dutton and Brian D. Loader (ed.): Digital Academe Routledge: London,pp.1-32
5-Gallagher, S. & Newman A. (2002). Distance Learning at the Tipping: Critical
Success Factors to Growing Fully Online Distance Learning Programs.
(http://www.eduventures.com/pdf/distance.pdf). Retrieved: 24/11/2005
6-Janek, R. L. (2001). Virtual Learning is Becoming Realty. ERIC, (ED4568200)
7-Heeger, G. A. (2002). Building the Online Learning Enterprise UMUC (http://www.umuc.edu/president/addresses/building_online_enterprise.html). Retrieved: 12/10/2005
8-Spinks, J. A. (2006). Emerging Issues in the Quality Assurance of E-learning Programs and Institutions. Oman, Sultan Qaboos University: International Conference on Distance Education
9-EIU (The Economist Intelligence Unit) & IBM (2003). The 2003 e-Learning Readiness Ranking
10-الصالح، بدر بن عبدالله (2007م). التعليم الجامعي الافتراضي: دراسة مقارنة لجامعات عربية وأجنبية افتراضية مختارة.مجلة كليات المعلمين: العلوم التربوية، م(7)، ع(1).
11-الصالح، بدر بن عبدالله (2004م). المنظور العولمي لتقنية المعلومات والاتصال: مدى جاهزية الجامعات السعودية للتغيير. ورقة عمل: ندوة العولمة والتربية، كلية التربية/جامعة الملك سعود/الرياض.
12-الصالح، بدر بن عبدالله.(2006م) التعلم عن بعد: إشكالية النموذج. المؤتمر الدولي للتعلم عن بعد: مسقط/سلطنة عمان
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)