الأحد، 22 نوفمبر 2015

التكنــــــولوجــــــيا

 
 
 
 
 
ان المفهوم الشائع لمصطلح التكنولوجيا هو استعمال الكمبيوتر والأجهزة الحديثة ، وهذه
النظرة محدودة الرؤية ، فالكمبيوتر نتيجة من نتائج التكنولوجيا ، بينما
التكنولوجيا التى يقصدها هذا المقرر هى طريقة للتفكير وحل المشكلات ، وهى
اسلوب التفكير الذى يوصل الفرد إلى النتائج المرجوة أى أنها وسيلة وليست
نتيجة ، و أنها طريقة التفكير فى استخدام المعارف والمعلومات والمهارات
بهدف الوصول إلى نتائج لإشباع حاجة الإنسان وزيادة قدراته ، لذا يري اللقاني والجمل "أن التكنولوجيا تعني الاستخدام الأمثل للمعرفة العلمية وتطبيقاتها وتطويعها لخدمة الإنسان ورفاهيته." 
 
من خلال هذا العرض يمكننا تعريف التكنولوجيا على أنها: 
"جهد انساني وطريقة للتفكير في استخدام المعلومات والمهارات والخبرات
 
 العناصر البشرية وغير البشرية المتاحة فى مجال معين وتطبيقها فى اكتشاف
 
وسائل تكنولوجية لحل مشكلات الإنسان وإشباع حاجاته وزيادة قدراته"
 
 
 
 
 
استخدام الأطفال للتكنولوجيا..
 
رغم صغر سنهم ونعومة أظافرهم أصبحت التكنولوجيا المتقدمة الأقرب إليهم، حيث
 
باتت أجهزة الإنترنت والآيباد والهواتف المحمولة بكل تطبيقاتها المتقدمة في متناول
 
الأطفال والمراهقين بدلا من "الباربي" والسيارة والطائرة الورقية وغيرها من الألعاب
 
التقليدية، وتعدت ذلك لتدخل إلى مدارسهم وصفوفهم الدراسية وحتى أسرّتهم وأفرشتهم
 
الدافئة.
 
هي ظاهرة في المجتمعات الغربية والعربية ومثار للتفاخر لدى الأهل فتتغنى أم بأن
 
 ولدها الذي يبلغ من العمر ثلاث سنوات أو أربع سنوات يجيد استخدام الإنترنت والآيباد
 
والمحمول إضافة إلى البلي ستيشن واللعب الليزرية.
 
ظاهرة لقت رواجا وتشجيعا لدى الكثيرين على اعتبارها تساعد على توسيع مدارك
 
 الأطفال وتجعل منهم أناسا مثقفين مستقبلا ومواكبين لعصر تكنولوجيا المعلومات دون
 
 أدنى انتباه لما قد تحدثه من أثر على صحتهم وتفاعلهم مع المحيط، فضلا عن تعرضهم
 
 للضغوط النفسية والاجتماعية والتحرش والاستغلال عبر تصفح مواقع ضارة أو شبكات
 
 للتواصل الاجتماعي أصبحت هدفا لمجرمي الإنترنت.
 
يذكر أن ثلث الأطفال البريطانيين يعانون من الحرمان من النوم بسبب إرسال الرسائل
 
القصيرة، وأن عدد مشتركي فيسبوك بالولايات المتحدة من الشبان والفتيات ممن تقل
 
 أعمارهم عن 13 عاما وصل إلى 7.5 ملايين مشترك، خمسة ملايين منهم تقل أعمارهم
 
 عن عشر سنوات بحسب ما أورده موقع "كمبيوتر وورلد" المختص بشؤون التكنولوجيا
 
 عام 2012.
 
 
 
 
تكنولوجيا المعلومات وتطبيقاتها التربوية:

 لقد دخلت تكنولوجيا المعلومات البيوت والمدارس والصفوف و يقدم الأطفال من مختلف الأعمار والمستويات على استخدام هذه التكنولوجيا في عملية التعلم بأشكال عدة وهنا لابد لنا من وقفة نتدارس فيها دور هذه التكنولوجيا في عملية التعليم..
تكنولوجيا المعلومات ونمو الأطفال:-
هناك حقائق لا يمكن إغفالها عند الحديث عن الطفل وتعليمه ...

الحقيقة الأولى : إن الأطفال الصغار من الولادة حتى سن 8 سنوات يتعلمون بسرعة كبيرة ويستخدمون حواسهم وأجسامهم من اجل التفاعل مع العالم والبيئة المحيطة.
الحقيقة الثانية : وفق نظرية بياجي إن الأطفال من سن 2-7 هم في مرحلة ما قبل العمليات التي تمتاز بفرط النشاط والحركة و ضعف التركيز ونسيان القوانين والأنظمة كما أنهم لا يستطيعون الجلوس والثبات في مكان واحد وهم بحاجة إلى الحركة والانتقال وتغيير الأوضاع خلال عملية التعلم.
والحقيقة الثالثة: إن عملية تعليم الأطفال في هذه المرحلة يتطلب طرق تدريس تركز على توظيف الحواس وادماج الأطفال في عملية التعلم وتعتمد على اللعب والحركة والنشاط والمتعة. وهذا الواقع يمكن التعامل معه من خلال إدخال تكنولوجيا المعلومات في بيئة تعلم أطفال هذه المرحلة وتوظيفها بشكل مناسب بحيث تصبح ممتعة وذات فائده
إن الأطفال الصغار محاطون بالتكنولوجيا في بيوتيهم وفي مدارسهم وفي المجتمع من حوليهم.

 ان الاطفال يستخدمون الحاسوب والتكنلوجيا في تطبيقات عده اهمها :
في مجال الاكتشاف وتوظيف النماذج والأشكال ،في تمثيل المفاهيم المجردة، واختيار نمط التعليم المناسب، وتلبية احتياجات وميول وقدارت الأطفال، لذلك لابد من التخطيط السليم والدقيق لعملية توظيف هذه التكنولوجيا لمساعدة الأطفال على اكتشاف فرص جديدة للمتعلم . قبل البدء في الحديث عن اثر تكنولوجيا المعلومات على الأطفال لابد من تحديد المراحل العمرية المناسبة لتوظيف تكنولوجيا المعلومات فيها، ولابد من الأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل ومستوى تطوره, مرحلة 3-5 سنوات
يناسب الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات, تطور ونمو الطفل مع تقدمه مع الزمن بمعنى إن الطفل يستفيد من هذه التكنولوجيا كلما كبر وتقدم في العمر، لذلك يبدأ بتوظيف الحاسوب وتكنولوجيا المعلومات بمساعدة البالغين سواء أولياء الأمور أو المعلمين ثم وبشكل متدرج تتحول الأدوار إلى المراقبه والتوجيه وذلك لمنح الأطفال فرص التعلم بشكل مستقل ليكتسب الأطفال طرق الاكتشاف والتجريب مما ينمي فيما بعد التعلم الذاتي المستقل الذي تطمح له التربية الحديثة.
مرحلة 5- 8 سنوات في هذه المرحلة يتمكن الأطفال من القراءة بأنفسهم اعتمادا على الرسومات والأيقونات خلال التعامل مع الحاسوب تتطور لديهم القدارت اللغوية،والذي يساعدهم على استخدام الحاسوب في تطبيقات أوسع كمعالجة النصوص الذي يعتبر من أدوات التعلم الأساسية.
ان دور المعلم في هذه المرحلة يتمركز حول إيجاد بيئة غنية بالأنشطة واستخدامات التكنولوجيا وربطها في المناهج بالإضافة إلى تلبية حاجات الأطفال من المتعة والتعلم وهنا يكون دور المعلم اقل انغماسا في عملية التعليم ليصبح موجها ومسيلا ولكن لايمكن للحاسوب ان يقوم بدور المعلم اذ يجب تنميه الجانب الاجتماعي لدى الاطفال .




استخدام التكنولوجيا داخل الفصول الدراسية:

من أهمّ المواضيع التي تسترعي اهتمام المعلّمين اليوم وقد تتسبب في إحباطهم أيضا في بعض الأحيان استخدام تكنولوجيا التعليم داخل الصفوف الدراسيّة. إذ تكثر التساؤلات والخرافات الحديثة حول سلبيّات وإيجابيات توظيف تكنولوجيا التعليم في الصفوف الدراسية كما يتفاوت الأساتذة في براعتهم وتضلّعهم في استخدامها. في عدد هذا الأسبوع من آخر مستجدّات الابتكار في التعليم حول العالم، سنستذكر إيجابيات استعمال تكنولوجيا التعليم في المدارس وذلك بالاستناد إلى المؤلف والمتحدث والمستشار الأميركي جوردن شابيرو. كذلك، سنقوم بالتعرّف على أهمّ الأخطاء التي يرتكبها الأساتذة عند إدخال التكنولوجيا إلى الصفوف الدراسية و بعض النصائح يمكن أن يتبعها الأساتذة الذين يعانون من صعوبات في استخدام التكنولوجيا لتقبّلها أكثر وأسرع وذلك بالاستناد إلى آراء خبراء التعليم وأشهر المدوّنين في هذا المجال.

يقول جوردن شابيرو في
مقال لصفحة ed.review  التابعة لموقع وايز أنّ تكنولوجيا التعليم تشكّل أداة مميّزة للمعلّمين إذ تسمح لهم القيام بعملهم بفاعليّة أكبر لما توفّره من داتا ومعلومات حول آداء الطلّاب الأكاديميّ ونجاحهم وتعثّرهم. ويشرح شابيرو أنّه في سبيل فهم كيفية عمل تكنولوجيا التعليم الحديثة، علينا أن نبدأ بالنظر إلى العلاقة التقليدية بين المعلّم والتلميذ. إذ يسهل الحفاظ على استراتيجيّة تعليميّة موجّهة نحو الحاجات الفرديّة للطلّاب حين تكون العلاقة مع المدرّس علاقة مباشرة وفردية. فيتمّ تقسيم الأهداف والمفاهيم والمهارات التعليميّة إلى أجزاء يسهل على التلميذ فهمها، ويتمّ شرح كلّ جزء بطريقة تتلاءم والفرد. وعندما يواجه التلميذ مشاكل في الفهم، يقوم المعلّم مباشرة بتغيير طريقة الشرح، فهو قادر على تقييم آداءه مباشرة وأقلمته بما يتناسب مع حاجات التلاميذ.

ويوضّح شابيرو أنّ الأساتذة الممبيّزين يتوصّلون إلى تكييف طريقة تدريسهم آلاف المرات يوميا ... وذلك لعدد قليل من الطلّاب. إذ ليس من الممكن تحقيق ذلك لجميع الطلاب بغض النظر عن نوايا المعلّم، فالمعلّم بشر والبشر لقدراتهم حدود. لذلك، ولأسباب كثيرة ومتنوّعة، يتمكن بعض الطلاب في الفصول الدراسية التقليدية من الاستفادة من فوائد مهارات المعلم في توجيه الدرس بحسب الحاجات الشخصية لطلّابه فيما لا يتوصل آخرون إلى ذلك.

ويؤكّد الكاتب الأميركيّ أنّ المستوى الأكاديمي للطلّاب وتطوّر مكتسباتهم اللغوية يختلفان باختلاف كميّة ونوعيّة المفردات التي يتعرّضون لها خلال السنوات الثلاث الأولى من حياتهم وغالبا ما تكون هذه الكميّة والنوعيّة رهنا بالطبقة الاجتماعية التي ينتمون إليها. بالنتيجة، يجد الأساتذة أنفسهم في ظروف محرجة ومعقّدة، إذ أنّ التلاميذ الأكثر حاجة إلى انتباههم هم الذين يواجهون الصعوبة الأكبر في التعبير عن أنفسهم. بالنتيجة، لا يتوصّل المعلّم إلى إعطائهم الاهتمام الذي يحتاجون إليه، لأنّ المعلّم كأي إنسان يفضل التواصل مع من يكافئه على جهوده من خلال النجاح المستمرّ.

وهنا تكمن فائدة استخدام تكنولوجيا التعليم بحسب شابيرو الذي يرى أنّه لحسن الحظ، تختلف الحواسيب عن البشر، فإذا تمّ استخدامها بالطريقة المناسبة، تشكّل الألعاب الالكترونية وتكنولوجيا التعليم التكيفيّ أدوات تمكّن الأساتذة من القيام بعملهم بفاعليّة ودقّة وعدل أكبر. وبالتالي فإذا ما استخدم أفضل الأساتذة هذه التقنيات الحديثة سيتمكنون من القيام بعمل جدّ مميّز. ويؤمن جوردن شابيرو أنّ التقويم القائم على الألعاب الالكترونية وتكنولوجيا التعليم التكيّفيّ يقدّم للأساتذة فرصة التحوّل من معلّمين إلى مرشدين ومسهّلين للعمليّة التعليميّة. وهو يتصوّر أنّ هذه التكنولوجيا ستسمح للأساتذة مستقبلا أن يكيّفوا أسلوب تدريسهم، والمناهج وبرنامج الصفوف بطريقة تسمح لهم أن يبقواعلى قرب وصلّة من تلاميذهم وحاجاتهم. كما يمكن لهذه التكنولوجيا أن تسمح لهم تحقيق الاستفادة القسوى من وقتهم لأنّها تؤمن لهم جميع المعلومات التي يحتاجونها لتقييم آدائهم وآداء طلّابهم وتحسينهما بسرعة وفعاليّة.

إلّا أنّ التوصّل إلى هذه النتائج الإيجابيّة رهن بكيفيّة توظيف تكنولوجيا التعليم داخل الصفوف. وغالبا ما يرتكب الأساتذة الذين يخطون خطواتهم الأولى مع تكنولوجيا التعليم عددا من الأخطاء عند إدخالها إلى الصفوف. فما هي أهمّ هذه الأخطاء؟
بحسب
كاثي روبين (Cathy Rubin)، مناصرة لصحة الطفل والأسرة ومؤلفة كتب أطفال وكتب روائية ومنتجة أفلام واقعية، هناك خمسة أخطاء شائعة يرتكبها الأساتذة في المراحل الأولى من توظيف تكنولوجيا التعليم داخل الصفوف المدرسيّة. وتفصّل روبين هذه الأخطاء كما يلي:
  1. استخدام التكنولوجيا كبديل عن نشاط آخر دون تحقيق أي تحسّن في كيفيّة أداء النشاط، كالسماح للتلاميذ بتقديم الأبحاث والتقارير مطبوعة عبر الحواسيب لا مكتوبة بخط اليد.
  2. استخدام التكنولوجيا كإضافة تسمح للتلاميذ باستخدام الآلات، أو الانترنت، أو البرامج الالكترونية أو التطبيقات كمكافآت للتسلية أو لتعبئة وقت فراغ أولئك الذين ينهون أعمالهم قبل نهاية الفصل.
  3. تعليم التكنولوجيا في فصل على حدى، بهذه الطريقة، لا يتمّ التعامل مع التكنولوجيا على أنها طريقة يمكن من خلالها التعليم والتعلّم ولكنّها تعتبر بمثابة صف كمبيوتر قائم بحد ذاته.
  4. الوجود الشكلي لتكنولوجيا المعلومات إذ أنّ تواجد التكنولوجيا داخل الصف لايكفل استخدامها كطريقة أو استراتيجية لتسهيل عمليّة التعلّم
  5. استخدام التكنولوجيا لإعادة تحفيز الطلاب وتشجيعهم على التعلّم. وهنا توضّح الكاتبة أنّ افتراض أنّ استخدام التكنولوجيا قد يكون حلا لمشكلة نقص الحافز نحو التعلّم لدى التلاميذ خطأ. فالتحفيز لا يكون مرادفا للتعلّم في غياب أهداف بيداغوجية واضحة وقويّة تؤسس لاستخدام التكنولوجيا.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق